خطورة الإنبهار الزائد بالناس اللي بتتكلم باسم العلم


طيب نبسط موضوع المقال اللي قبل ده علشان مهم.
كنت بتكلم على خطورة الإنبهار الزائد بالناس اللي بتتكلم باسم العلم، لأن ده بالتدريج بيخلينا نقبل كل أفكارهم ومعتقداتهم على أنها صح من غير تفكير. بمعنى تاني، احنا بنرفعهم لمكانة بنشوفهم فيها مقياس للصح والغلط في "كل" حاجة، ونبدأ نتغير ونقلدهم، وبنروح في داهية في الآخر
أكبر مثال على كده موضة الشباب اللي بدأوا يكتبوا عن حاجات علمية، ووراها علطول يشتم في الدين وازاي أنه سبب التخلف، ويشتم في القواعد الأخلاقية للمجتمع ويقولك مش هنتطور إلا لما نتحرر ونعمل كل حاجه من غير قيود، ويضرب لك أمثلة اتهرست في 300 فيلم قبل كده عن شخصيات مشهورة أو بلاد بيحصل فيها الموضوع ده.
ايه السبب؟
1- القفز للنتائج: احنا بنزهق من التفكير وبنختار أسرع الطرق، وأسرع الطرق هو اطلاق حكم مباشر على هواك. العقلية العلمية بتتطلب أنك تاخد كل العوامل في الاعتبار وتدرس مش بس تأثير كل واحد فيهم، لا تفاعلهم مع بعض كمان. أنت بتعمل كده؟ طيب أنت عملت حصر لكل العوامل السياسية والثقافية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والدينية للمجتمعات اللي عايز تقلدها ودرست تأثيرها وقارنتها بما يناظرها عندك؟ يابني جملة " الدين سبب تخلفنا" اللي أنت بتقولها دي محتاج شغل رسالة دكتوراة علشان تثبتها علميا (بما أنك راجل علمي)، ولا أنت شغال بنظام "يا راجل كبر مخك"؟
2- الخلط: مشكلة كبيرة عندنا اننا بنخلط كل حاجة ببعض! لو فكرت شوية، هتلاقي العلاقة بين حسن أخلاق الشخص وصحة معتقداته بانتاجه العلمي، هي نفس العلاقة بين أخلاق السبكي والفلوس اللي بيكسبها. هل تقدر تقول السبكي "راجل شريف" علشان بيكسب فلوس كتير؟ الفكرة أن شطارته في شغله (اللي بتقاس بالفلوس اللي بيكسبها) لم تمنعه أنه يكون.. يكون السبكي! نفس الكلام على العلماء، مش معنى أن واحد انتاجه العلمي غزير لأنه شاطر أن كل حاحة تانية في حياته صح ولازم نقلدها لأنها السبب أنه شاطر. شغل عقلك وافصل.
3- أحكام مسبقة وتطرف فكري: من الآخر أنت مش بتسمع إلا لجهة واحدة بس، وواخد فكرة زفت عن الجهة التانية ومش عايز تغيرها، ولا بتحاول تغيرها. محتاج تقرأ في الدين بنفس كثافة قراءتك للناس اللي بيشتموا فيه، محتاج تقرأ في أضرار الانحلال الأخلاقي زي ما بتقرأ لدعاة التحرر الأخلاقي، وبعد كده شغل عقلك وأحكم.
لو عايز تقرأ تفسير أعمق شوية، أقرأ البوست اللي قبل ده.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Flag Counter