التعصب لفكرة بعينها أو رأي بعينه لا ينتج عن "قناعة" بأفضليته على غيره من البدائل، وإنما عن "الجهل" بتلك البدائل. بصفة عامة

 التعصب لفكرة بعينها أو رأي بعينه لا ينتج عن "قناعة" بأفضليته على غيره من البدائل، وإنما عن "الجهل" بتلك البدائل. بصفة عامة، الاقتناع والتعصب لا يجتمعان؛ الاقتناع يعني ضمنيًا الإلمام بالبدائل الأخرى مع تفضيل إحداها، بينما التعصب يعني عدم وجود رغبة في معرفة البدائل أصلًا، ناهيك عن مُناقشتها.

إن كان كُل ما يعرفه الفرد هو بديل واحد، إن كان لا ينظر إلى موضوع سوى من زاوية واحدة، إن كان لا يستمع إلا لمتحدث واحد، فمن السهل جدًا أن يفقد المرونة الفكرية اللازمة للاستماع لأي بدائل أُخرى. هو حتى سيفقد "الفضول" لمعرفتها، وهو أمر مُحبط؛ ليس فقط لأنه سيفقد الكثير من جراء ذلك، ولكن لأنه سيعجز عن إدراك حدوث هذا الفقد من الأساس.

الإنسان عدو ما يجهل، ولهذا فهو يسلك أحد طريقين: إما أن يتعلم عنه، وإما أن يرفضه. الطريق الثاني وإن كان يُحول الجهل إلى جهل مُطبق، إلا إنه طريق مُريح، ولهذا فسالكوه كثيرون.

التعصب قد يحدث في أي شيء، من أبسط الأشياء إلى أعقدها. كل شيء، بداية من اعتقاد فرد بأن اللغة التي لا يتحدث غيرها هي الأفضل في العالم، وصُولًا إلى مُهاجمة عالم مُخضرم لتوجهات جديدة في مجاله لاعتقاده بأفضلية المدرسة العلمية التي يتبعها.

حتى وإن اختلفت الحالات فالدلالة واحدة: التعصب يدل على الجهل.

إرسال تعليق

0 تعليقات

Flag Counter